مدارس كثيرة بها خيرة المعلمات علماً ودعوة ونشاطاً أما هي عندما عينت فإنها أرسلت إلى مدرسة تزخر بالمعلمات لكنهن نائمات، فلا توجد محاضرات ولا دروس.
في البداية بدأت في التودد إلى المدرسات وقالت: هم أهم عندي الآن من الطالبات، لأنهن داعيات خاملات آثرن الكسل والدعة فقط يحتجن إلى إيقاظ.
بدأت خطوات الإيقاظ بالكتاب والشريط والهدية حتى تحولت المدرسة إلى شعلة نشاط ومركز دعوة، حمدت إحداهن الله وهي تردد كيف ضاعت مني خمس سنوات يومياً أقف أمام الطالبات ولم أدعهن وأحدثهن وأركز على تربيتهن إنها الغفلة اليوم والحساب غداً.
شرعت المعلمة في بيان أضرار السفر والفساد والإنحلال في بلاد الكفر وعقبت بدعاء صادق نسأل الله أن لا ندخلها ولا نذهب إليها.
ولم ينته الدعاء حتى تسلل من بين الصفوف صوت حمل هم الدعوة: نعم يا معلمة، نسأل الله عز وجل ألا ندخلها إلا فاتحين!! لا فض الله فوك وجعلك وأبناءك من الفاتحين.
تكد وتكدح للآخرة، والله إنها تركض للآخرة ركضاً وتسعى إليها سعياً، فمن محاضرات إلى ندوات إلى نصائح، كل عمل خير لها فيه نصيب.
وفي نهاية كل شهرعلمت إحدى المدرسات من زميلاتها أنها ترسل راتبها كاملاً لأعمال الخير.. نعم كاملاً وأقسمت لقد رأته برباطه ترسل به إلى كفالة أيتام وطبع كتب.
جعل الله مستقرك جنات عدن أيتها المؤمنة ورفع درجتك وأعلى منزلتك وكثر من أمثالك، ووالله لأنت حفيدة عائشة وفاطمة.
إجتمعت معلمات المدرسة وقررن الدخول في جمعية مع بعض.. وكل منهن تتحدث عما ستفعل بالمبلغ عندما تستلمه أما هي فصامتة تنتظر ذلك اليوم.. حتى إذا إستلمت المبلغ دفعت به لبناء مسجد.. لعله يصيبها الأجر والثواب.
الكاتب: عبد الملك القاسم.
المصدر: موقع ياله من دين.